كلية الطب

مرحباً، اسمي فرقان آلب ايرين، وأنا طبيب متدرب في السنة الدراسية الرابعة في كلية الطب جامعة غازي. لقد قمت باختيار الدراسة في كلية الطب لأن هناك مصطلحين وهما حكيم وحاكم أي طبيب وقاضي، فأصل كلمة حكيم آرامي وهي مشتقة من كلمة حُكم، وتمثل هذه الكلمة تحكُم شخص معين بجسد شخص آخر أي أنك تصبح الحاكم أو القاضي عليه، وبرأيي أن هذا أمر كبير ومهم جداً، ولشعوري برهبة وأهمية هذه المهنة قررت أن أدرس في كلية الطب. أما بالنسبة لاختياري لكلية الطب في جامعة غازي، فلكونها جامعة عريقة وتقع في مركز العاصمة. لقد تم تأسيس كلية الطب في عام 1979 في جامعة غازي التي قام مصطفى كمال أتاتورك بتأسيسها، وتهدف الكلية إلى تدريب وتدريس طلاب الطب وتوجيههم نحو مستقبل مشرق. أما بالنسبة للدروس التي نتلقاها في قسمنا فهي تنقسم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تكون في الثلاث سنوات الأولى والدروس فيها تكون دروساً علمية أساسية ونتلقاها في قاعات المحاضرات الكبيرة ومن الأمثلة عليها: علم الوراثة، الكيمياء الحيوية، علم التشريح، وعلم وظائف الأعضاء، أي أنها تكون عبارة عن دروس في مبادئ وأساسيات الطب. أما في الثلاث سنوات الأخيرة تكون الدروس عملية وسريرية أكثر ومن الأمثلة عليها: الأمراض النسائية، الجراحة العامة، الطب الباطني، وأمراض الأطفال وغيرها. بالإضافة إلى أننا في السنوات الثلاث الأولى نقوم باستخدام المختبرات كثيراً وفي دروس مثل: الكيمياء الحيوية، علم الأمراض، علم التشريح، وعلم وظائف الأعضاء. تعمل كليات الطب لدينا بنظام اللجان وتتراوح مدة كل لجنة بين 3 و4 و6 أسابيع، وفي نهاية كل مدة ندخل امتحان يضُم كل الدروس التي تلقيناها خلال الفصل، هذا ويجب علينا أن نجتاز الامتحان النهائي والذي يكون في نهاية العام الدراسي. ولكن النظام يتغير في السنوات الثلاثة الأخيرة ونأخذ خلالها مجموعة من البرامج التدريبية، بحيث يكفي أن نجتاز هذه البرامج التدريبية فلا يوجد هناك امتحان نهائي. وفي نهاية كل برنامج تدريبي ندخل امتحان نظري وعملي. أما بالنسبة للسنة الدراسية السادسة فتكون عبارة عن سنة التدريب العام، وخلالها لا ندخل أي امتحان ولكن يكفي فيها أن نُكمل جولة كاملة على جميع الفروع الطبية في المستشفى.
لقد جئت إلى هنا بهدف أن أصبح طبيب متميز وبقدرات أكاديمية واجتماعية كبيرة، ومع اقتراب نهاية سنتي الرابعة هنا وشعوري بأنني استطعت تحقيق ذلك يجعلني الأمر سعيد للغاية. في البداية إن جامعة غازي توفر الكثير من المرافق والإمكانيات الإجتماعية لطلابها، ومن أهم هذه الإمكانيات هي قدرة الطلاب على تأسيس نوادي طلابية، فأنا شخصياً رئيس واحد من هذه الأندية. واسم هذا النادي هو اتحاد طلبة الطب الأتراك وقد استطعت من خلال هذا النادي خوض الكثير من التجارب الشيقة والمفيدة، ونعمل على الكثير من الإنجازات من خلاله. فنقوم برفقة أصدقائنا من كلية الطب بتنظيم العديد من الرحلات والمؤتمرات. أعتقد أن الطب هو من أكثر المجالات صاحبة المبادئ والمنظور الواسع، لأن مجال العمل فيه واسع جداً. وإذا قمنا بترتيب مجالات العمل فيه فستكون عبارة عن ثلاثة مجموعات على الشكل التالي، الفروع الداخلية، والفروع الجراحية، والفروع الأساسية التي ذكرتها مسبقاً. كما أن هناك مجموعة واسعة جداً من التخصصات فمن مجالات الصحة العامة، إلى الجراحة أو المعاينة والتشخيص. بالتأكيد إن عمل التخصص ليس إلزامياً، فيمكنكم البقاء كأطباء عاميين وممارسة مهنة الطب. وهدفي أنا هو أن أصبح متخصص في مجال الصحة العامة والعمل بعد ذلك في المؤسسات المدنية المحلية والدولية. إن هناك الكثير من الأشياء الجميلة بانتظار طلاب الطب المُقبلين على الدراسة في كلية الطب جامعة غازي، لأن الجامعة هنا بحق متميزة وإن مجرد حصولكم على قبول فيها يُعتبر ميزة كبيرة بحد ذاته. وأيضاً يتنظركم مشوار طويل ومتعب وبالأخص طلاب كلية الطب لأن نظام التعليم في الكلية قوي جداً، فعليكم أن تستعدوا جيداً. ولكن المتعة والإنجاز الذي ستشعرون به خلال اجتيازكم لمراحل الدراسة لا تُصدق. وآمل أن نصل إلى قمة هذه المتعة والإنجاز عند التخرج من الكلية. وختاماً أتمنى النجاح والتوفيق لجميع الأصدقاء المُقبلين على امتحان القبول الجامعي، وأن تكون كل أموركم كما تتمنون، وتذكروا دائماً أن على قدر المشقة يكون الأجر.